barby كلمه فى أحلى شباب
عدد الرسائل : 61 تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: كيف نغضب لرسول الله(ص) الخميس أبريل 24, 2008 11:13 pm | |
|
منذ سنتين تفجَّرت أزمة الرسوم الدنماركية الأولى المسيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار المسلمون في شتى بقاع الأرض غضبًا لإهانة رسولهم بشكلٍ أذهل أهل الكفر جميعًا, ولم يلبث الأمر أن يهدأ حتى جاءت أزمة تصريحات بابا الفاتيكان يوم أن تقاطر السمّ الزعاف من بين ثناياه, مردِّدًا ما ردَّده كثيرون من أسلافه من إساءةٍ إلى الإسلام وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومخطئٌ من يفصل بين رسوم الدنمارك وبين ما فعله بابا روما ومن قبلهما ما فعله بابا واشنطن يوم إعلانه عن الحرب الصليبية, ويوم وصْفه للمسلمين بـ"الفاشيست"؛ فهذا كله يجب أن يوضع في سياق واحد.
إنه الحقد الأسود والكراهية البغيضة للإسلام والمسلمين.. إنه المقدِّمة الطبيعية للمشروع الصهيوأمريكي الذي يعلم قادته ومنظِّروه أن الإسلام، وفي ذروة السنام منه الجهاد، هو العقبة الكأداء، بل وتكاد تكون الوحيدة التي تقف حائلاً بينهم وبين مشروعهم الشيطاني الهادف للسيطرة على العالم.
هذا هو السياق الطبيعي لما حدث, وأية محاولة لإخراج ما حدث عن هذا السياق هي محاولة لخداع المسلمين وتضليلهم ووضع الغشاوة على عيونهم؛ كي لا يعرفوا العدوَّ من الصديق, وكي لا يميِّزوا الحق من الباطل.
مع إقدام صحف الدانمرك مجتمعةً هذه المرة (سبع عشرة جريدة مرةً واحدة) على نشر هذه الصور مرةً أخرى بالتزامن مع إعلان النائب الهولندي اليميني عن عزمه إذاعة فيلم يسيء إلى القرآن والإسلام, ودعوة وزير الخارجية الألماني لنشر الصور بجميع أنحاء أوروبا.. تساءلتُ كما تساءل الكثيرون غيري: لماذا يكررونها؟! ولماذا في هذا الوقت تحديدًا ؟! ولم أجد إجابةً كما لم يجدها غيري.
إلى أن جاءت محرقة غزة لتضعَ النقاط فوق الحروف، وتضعَ حدًّا للحيرة والتساؤل اللذَيْن أصابا المسلمين في شتى بقاع الأرض, وأنا هنا لست من أنصار ولا دعاة نظرية المؤامرة, ولست كذلك من المعتقدين بقوة "إسرائيل" الخارقة, ولكني من المعتقدين بتغلغل بني صهيون في أوساط اليمين المسيحي المتصهين، والذي يدير دفَّة الأمور في الغرب وأمريكا على السواء إلى حيث يشاء.
وحسنًا فعل علماء المسلمين، وعلى رأسهم العلاَّمة القرضاوي (حفظه الله)، لمَّا دعوا المسلمين إلى الهدوء هذه المرة والتريُّث في ردود الأفعال, وقد كان لهذا أثره في صَرْف المسلمين للاهتمام بالقضية الأم (فلسطين) كما كان له أثره في توعية المسلمين بالردِّ الذي يوجع أهل الكفر, ألا وهو المقاطعة الاقتصادية؛ فهؤلاء قومٌ لا يفهمون إلا لغةَ المال والقوة.
وهنا يأتي السؤال: كيف نغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يكون غضبنا مُرضِيًا لله ولرسوله؟! إبان أزمة الرسوم الأولى ثار المسلمون في طول الأرض وعرضها, وغضبوا لنبيِّهم غضبةً أذهلت أهل الكفر جميعًا, وعلموا أن أمة محمد ليست في عداد الأموات كما كانوا يظنون.. يومَها قلتُ لنفسي: "كيف لو استمرَّ هذا الغضب؟!"، واليوم أكرر نفس السؤال: "كيف لو استمر هذا الغضب؟!".
فكما هو معروفٌ فإن أخطر ما يمكن أن يحدث في مواجهة بين طرفين أن يدرك أحدهما حدود إمكانات الطرف الآخر, وأعداؤنا يُقيِّمون حساباتهم معنا على أننا سرعان ما ننسى, وقد آن الأوان لتتغير هذه النظرية؛ لذلك فعلى المسلمين أن يستمروا في هذا الغضب ولا يهدءوا؛ حتى يعلم هؤلاء الخبثاء أن غضبة المسلمين ليست فورةً تزول مع الزمن, كذلك فإن هذا الغضب لا ينبغي أن يقف عند حدود المظاهرات والمؤتمرات؛ فهذا على أهميته وخطورته لا يكفي, وإنما يجب أن يتحوَّل هذا الغضب إلى طاقةٍ دافعةٍ لإيقاظ الأمة من غفوتها.
إن ادِّعاءنا لحب الإسلام وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وغضبنا لما يصيبهما من أذى قولٌ يحتاج إلى برهان, وليس أمامنا إلا برهانٌ واحد على ذلك؛ هو رد الإساءة, وهنا يأتي السؤال: كيف؟!
إن نهضةً حضاريةً إسلاميةً شاملةً لكل مناحي الحياة هي خيرُ ردٍّ على هذه الإساءة, بل أستطيع الجزم بأنها الردُّ الوحيد المُرضِي لله ولرسوله, وليعلم المخلصون من أبناء هذه الأمة أن هؤلاء الخبثاء لم يكونوا ليتجرءوا على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم لولا حالة الضعف المزرية التي عليها الأمة, ولو علموا أن في هذه الأمة معتصِمًا أو صلاحَ الدين، ما خطر على بال أحدهم أن يتفوَّه بكلمة, كذلك لم يكونوا ليتجرءوا لولا رؤيتهم لنا ونحن عالةٌ عليهم في كل شيء.
ورحم الله إمام الغيورين على هذه الدعوة، شيخ الدعاة فضيلة الشيخ محمد الغزالي, الذي كان يكرِّر علينا دومًا وفي غير كلَل ولا ملَل: "لو قيل لكل شيء في بلاد المسلمين "ارجع إلى بلادك" لمَشَى المسلمون حفاةً عراةً"!!؛ لذلك فإن مسئولية رجال المال والأعمال المسلمين عظيمةٌ أمام الله عز وجل وأمام رسوله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ لو لم يفعلوا ما بوسعهم ويؤدُّوا دورهم المنوط بهم في هذه النهضة، ولو لم يصطفُّوا مع إخوانهم في هذه المعركة.
يوم تَنادَى المخلصون من أبناء أمة محمد بمقاطعة البضائع الدنماركية ردًّا على إساءتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى, همس في أذني أحد الأطباء قائلاً: "إننا لا نستطيع مقاطعة الأنسولين الدنماركي؛ لأن الدنمارك هي المنتج الرئيس لهذا الدواء", تملكتني الحسرة وقلت في نفسي: إن مصنعًا لإنتاج هذا الدواء لهو أرضى لله ولرسوله ألف مرة من هذه المسيرات والمظاهرات التي عمَّت الكرة الأرضية في هذا الوقت.
إن النهضة المنشودة ميدانٌ متسعٌ للجهاد يشمل الجميع؛ الرجال والنساء، والشباب والشيوخ, لكلٍّ دورُه ومسئوليتُه التي يجب عليه أن يؤديَها, وإذا كنت قد خَصصْتُ رجال المال والأعمال بالذكر؛ فإن هذا ليس معناه أن ينفُضَ الباقون أيديَهم؛ فالمال يلزمه علماء وباحثون ودارسون كي يؤديَ دوره.
فعلى الباحثين في الصيدلة أن يعتكفوا طاعةً لله في مختبراتهم, وعلى المهندسين كلٌّ في موقعه أن يشمِّروا عن سواعد الجد، ويبرهنوا على حبِّهم للإسلام ولرسوله بكفاية المسلمين بما يحتاجونه؛ كي لا نمدَّ أيديَنا لأعدائنا, وعلى رجال الفكر والأدب والفنون أن يقوموا بدورهم في تثقيف شباب الأمة وتحصينه ضد موجات التغريب والانحلال التي تضرب مستقبل الأمة في مقتل, وهكذا.. على الجميع أن يعيَ دوره ومسئولياته, وليستشعر كلٌّ منا أنه على ثغرٍ من ثغور الإسلام, فليحذر أن يُؤْتَى الإسلام من قِبَله.
وأخيرًا.. أتوجَّه بالحديث إلى شباب الصحوة الإسلامية: إن دوركم عظيمٌ في هذه النهضة, ومسئوليتكم أمام الله أعظم من غيركم؛ لذا فعليكم أن تكونوا في القلب من هذه المعركة.
وأختم بكلمات صيغت بأحرف من نور, قالها العالم العابد والمجاهد الزاهد الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله رحمةً واسعةً؛ حيث يقول: "إن الحركة الإسلامية أنجبت للبشرية كثيرًا ممن أجادوا فنَّ الموت, ولكن البشرية اليوم هي أحوج ما تكون لمن يجيدون فن الحياة".
----------- | |
|
mnmnangle مشرفة مجتمع أحلى بنات + سيدة المنتدى الاولى
عدد الرسائل : 835 العمر : 36 المزاج : الحمد لله تاريخ التسجيل : 03/04/2008
| موضوع: رد: كيف نغضب لرسول الله(ص) الخميس أبريل 24, 2008 11:25 pm | |
| موضوع رائع بجد
جزاك الله خيرا
فان افضل رد على اولئك الخنازير هو الاجتهاد
فليجتهد كل فى ميدانه
ولنحتسب الاجر عند الله
بس انا عندى سؤال
هل شيتوس ودوريتوس منتجات دنماركية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دة سؤال مهم لانى مش محتاجة اقول اد ايه طبعا عليهم اقبال | |
|